الجمعة عن حدود غزة بعد اصابة أحد جنود الأمن برصاصة في قدمه مما سمح لالاف الفلسطينيين بالتدفق عبر الحدود دون عوائق.
وقال شهود عيان ان سيارات الاجرة الفلسطينية نقلت الركاب عبر الحدود بعد ثلاثة ايام من قيام ناشطين فلسطينيين بتفجير وفتح جزء من السور الحدودي في تحد للحصار الاسرائيلي ودخلت سيارات وشاحنات تحمل لوحات معدنية لغزة الى مصر لتحميل ونقل امدادات غذاء ووقود الى القطاع.
ولم يشاهد جنود مصريون عند الحدود. وقال مصدر أمني مصري ان القوات تلقت اوامر من القاهرة بأن تتراجع وتتجنب مواجهة مع الفلسطينيين.
وقال أبو جهاد وهو سائق سيارة اجرة عمره 48 عاما من خان يونس في قطاع غزة "انني ادخل بسيارتي للحصول على وقود الديزل. ذهبت الى محطات البنزين لكن لم أجد أي وقود لذلك اشتريت من السوق السوداء."
وقال انه ملا خزان سيارته الاجرة وأوعية اخرى بوقود الديزل للعودة بها الى غزة التي تسيطر عليها حركة المقاومة الاسلامية (حماس).
وقاد محمد علي الشاهد (32 عاما) سيارته الى مصر لنقل شحنة أدوية مطلوبة من القاهرة لصيدليته في رفح بالجانب الفلسطيني للمدينة الحدودية المقسمة.
وقال وهو يقود سيارته عائدا الى غزة تتبعه شاحنة مصرية محملة بالادوية الى الاراضي الفلسطينية "لم اتسلم أدوية جديدة منذ سبعة اشهر ... الحمد لله أصبح بالصيدلية ادوية الان وبأسعار أكثر اعتدالا."
وقالت اسرائيل انها فرضت الحصار في محاولة لمواجهة الصواريخ التي تطلق عبر الحدود. ويفتح سقوط حاجز رفح ثغرة جديدة في جهود تدعمها الولايات المتحدة لكبح نفوذ حماس وتعزيز سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد نحو ثمانية اشهر من سيطرة الحركة الاسلامية على القطاع.
ويوم الجمعة بدأت القوات المصرية وضع اسلاك شائكة واسوار متصلة بسلاسل حديدية لوقف عبور الاشخاص. لكن ناشطين من حماس استخدموا جرافة في ازالة قطاعات من السور الحديدي والخرساني.
وزادت التوترات في مرحلة ما عندما القى فلسطينيون حجارة على الشرطة المصرية التي ردت باستخدام الهراوات وخراطيم المياه.
وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان 22 رجل امن مصريا اصيبوا اثناء محاولة احتواء الحشود. وقالت مصادر امن مصرية عند الحدود ان سبعة من رجال الامن اصيبوا ستة نتيجة لالقاء الحجارة وواحد اصيب برصاصة في القدم.
وقال عادل سلمان وهو موظف بالحكومة المصرية يعيش بالقرب من الحدود انه شاهد شاحنات تقل جنود شرطة تغادر المكان مساء الجمعة. وقال مصدر امني مصري انه تم ابلاغ القوات المصرية بالسماح ببقاء الحدود مفتوحة ثلاثة ايام اخرى بينما قال اخرون انه لم يحدد اطار زمني لذلك.
وتواجه الحكومة المصرية موقفا صعبا وحساسا. فهي لا تريد ان ينظر اليها على انها تساعد اسرائيل في حصارها لغزة لكنها تخشى من امتداد نفوذ الاسلاميين والاثار التي ستترتب على عودة فلسطينيين بدون وثائق هوية.
وقال مسؤولون اسرائيليون ان عباس الذي تقتصر سلطته على الضفة الغربية المحتلة يزمع الاجتماع يوم الاحد مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في اطار مساعيه للمضي قدما في محادثات السلام رغم الانتكاسات.
ودعا بعض كبار المسؤولين الاسرائيليين وهم يتحدثون عن انتهاك الحدود الجنوبية لغزة الى قطع الروابط الباقية مع اراضي القطاع الساحلي ونقل الاعباء الى مصر.
وسحبت اسرائيل التي احتلت غزة في عام 1967 قواتها ومستوطنيها من القطاع في عام 2005 لكنها مازالت تسيطر على الحدود الشمالية والشرقية للقطاع وعلى المجال الجوي والمياه الاقليمية.